اَخر الأخبارالصفحة الرئيسيةالطاقات المتجددة

بدخول مشاريع 20 محطة كهروضوئية مرحلة التنفيذ “الجزائر تقتطع بطاقة الدخول إلى نادي كبار الطاقة الشمسية”

دخلت مشاريع محطات الطاقة الشمسية الـ19 لإنتاج نحو 3 آلاف ميغاواط من الكهرباء النظيفة، رسميا، مرحلة التنفيذ بتوقيع عقود الإنجاز الخميس الماضي مع الشركات الفائزة بالمناقصات، إيذانا باقتطاع الجزائر رسميا بطاقة الدخول إلى نادي كبار الطاقة الشمسية بعد تأخر استمر لسنوات.
وكما هو معلوم، فإن هذين المشروعين بطاقة 3 جيغاواط، ما هما إلا مقدمة لبرنامج ضخم أعلنت عنه وزارة الطاقة يستهدف بلوغ إنتاج 15 ألف ميغاواط (15 جيغاواط) من الكهرباء من مصادر نظيفة أغلبها من محطات شمسية بحلول 2035.
وإلى غاية توقيع عقود الإنجاز مع الشركات التي فازت بالمناقصات لإنتاج 3 جيغاواط من الكهرباء الشمسية، اقتصر إنتاج الجزائر على نحو 500 أو 600 ميغاواط على الأكثر من محطات شمسية، وهو ما اعتبره المراقبون ضعيفا جدا، قياسيا بالإمكانات التي تتوفر عليها البلاد باعتبارها أكبر حقل شمسي في العالم، وذلك من حيث عدد ساعات سطوع الشمس خلال السنة.
وفي كلمة له خلال حفل التوقيع، ذكر وزير الطاقة والمناجم،، محمد عرقاب أنه بتوقيع عقود إنشاء محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، “ستخطو الجزائر اليوم خطوة حاسمة وتحقق أول مرحلة لتجسيد البرنامج الطموح لتطوير الطاقات المتجدّدة في البلاد، ناهيك عن السير نحو تحقيق مستقبل طاقوي آمن بفضل قيادة رئيس الجمهورية”.

وشدّد عرقاب على أن ذلك يتم من خلال تعزيز الاستغلال الأمثل للطاقات النظيفة والمتجدّدة، ولاسيما مصادر الطاقة الشمسية وفقا للقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلاد. وعلق بالقول: “حان وقت استغلال الطاقات المتجدّدة لتنويع مزيجنا الطاقوي والحفاظ على مواردنا الغازية وخلق قيمة اقتصادية إضافية”.
وتجدر الإشارة إلى أن المحطة رقم 20 الواقعة بولاية تيارت قد تم استثناؤها من التوقيع، بالنظر إلى أن فتح الأظرفة الخاصة بمناقصتها سيتم في شهر مارس الجاري، والتي تقدّر بطاقتها بـ80 ميغاواط.

3500 ميغاواط كهرباء جزائرية نظيفة بنهاية 2025

في هذا السياق، أوضح الخبير والمدير العام لتجمع الطاقة الخضراء الجزائري، بوخالفة يايسي، في تصريح لـ”الشروق”، أنه من الإيجابيات التي تستخلص من هذين المشروعين (سولار 2000 وسولار 1000)، هو أن 42 بالمائة من المحطات ظفرت بها مؤسسات جزائرية سواء لوحدها أو بشراكة مع أجانب، وهذا أمر إيجابي للغاية، حسبه، سمح ببروز فاعلين وطنيين جدد دخلوا المعترك قبل عدة سنوات.
ويشرح الخبير بوخالفة يايسي، أنه مقارنة بما يحدث في العالم وفي عديد البلدان وخصوصا بمنطقة الشرق الأوسط، فإن قطاع الطاقة الشمسية يشهد إطلاق قدرات كبيرة بمحطات ضخمة.
وشدّد بالقول، “الجزائر بدخول هذا النادي المغلق والضيق يعتبر قفزة مهمة جدا لأنه يجب القول إنه، ولحد الآن، الإنتاج الوطني يفوق بقليل 500 ميغاواط منذ 2011”.
واعتبر المتحدث أن انتقال الجزائر إلى مستوى أعلى في مجال الطاقات المتجدّدة (الشمسية) والحديث هنا عن إنتاج يكون بالجيغاواط، سينجر عنه تحدّيات كبيرة ومهمة سواء على مستوى تسيير المشاريع أو توفير المنتجات والخدمات المحلية لأن هذا البرنامج يستهدف في النهاية خلق قيمة مضافة محلية وإتاحة الإمكانية للمؤسسات المحلية المشاركة في هذا النوع من المشاريع.
وأشار الخبير في الطاقات المتجدّدة إلى أنه بنهاية 2025 (وهو الموعد المنتظر لاستلام جميع المحطات العشرين)، سيكون للجزائر إنتاج يفوق 3500 ميغاواط، وهذا الأمر، يوضح يايسي، سيعيد وضع الجزائر في مصف متقدم خصوصا على الصعيد القاري مقارنة بدول من كبار المنتجين كجنوب إفريقيا ومصر ودول أخرى بدرجة أقل.

واعتبر مدير عام تجمع الطاقة الخضراء الجزائري، أن إطلاق 3 جيغاواط من الكهرباء خلال السنتين المقبلتين، “هو تحدّ حقيقي نتمنى أن ينجح بمساعدة السلطات العمومية المدعوة لتسهيل ومرافقة المؤسسات”.
وحسبه، فإن 3000 ميغاواط تمثل المرحلة الأولى فقط، لأنه ينتظر أن تبدأ الحكومة، وخاصة وزارة الطاقة والمناجم وشركة “سونلغاز”، في التخطيط لما تبقى من مشاريع للوصول إلى 15000 ميغاواط بحلول عام 2035. وعلق بالقول: “هذا سيعطي الكثير من الثقة، وسيعيد الثقة أولا وقبل كل شيء، وسيعطي الثقة للمستثمرين والصناعيين للقدوم والمشاركة بكثافة في برنامج الطاقات المتجدّدة في الجزائر”.
وخلص محدثنا إلى أن دور مشروعي سولار 2000 وسولار 1000 والمحطات الأخرى التي ستأتي في إطار البرنامج، مهم جدا لأنها ستسمح لمختلف الفاعلين بالتعرف والتحكم جيدا في المشاريع الكبيرة، وأيضا بخفض التكاليف مع الخبرة المكتسبة، وخصوصا الوصول إلى إنتاج كيلواط بسعر تنافسي، لأن الانتقال التدريجي من استعمال الغاز الطبيعي نحو الهيدروجين الطبيعي يستوجب توفر كهرباء بتكلفة تنافسية جدا للسماح للمؤسسات الكبرى للقدوم والاستثمار في البلاد.
وختم بوخالفة يايسي بالإشارة إلى أن اللافت في هذين المشروعين أن السلطات العليا، وعلى رأسها رئيس الجمهورية والحكومة، وضعت كامل ثقلها من أجل أن ترى هذه المشاريع النور، وهي خطوة تعبّر، حسبه، عن إرادة حقيقية لتجسيد ما تم الالتزام به.

الشروق أونلاين

Author Details
،محررة على الويب مترجمة
×
،محررة على الويب مترجمة
Latest Posts