اَخر الأخبارالصفحة الرئيسيةالطاقات المتجددة

بتجسيد البرامج وتحقيق الاستكشافات :الجزائر .. مسارٌ طاقوي حافل

تعتبر الطاقة عمود الاقتصاد الوطني الذي يعتمد عليه في تحقيق التنمية المستدامة حيث ساهمت هذه الأخيرة في رسم معالم خطة الإنعاش الاقتصادي، بالاعتماد على الموارد الطاقوية من غاز و نفط اللذان يعتبران شريان قطاع الطاقة ، هذا وجاءت توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون،  الأخيرة تدعو في مجملها للاستثمار أكثر و الرفع من إنتاج الغاز الطبيعي الذي لا يزال العالم بحاجته، كما و ينصب الاهتمام حاليا على تطوير الطاقات المتجددة، بمراعاة الآليات والإمكانيات التكنولوجية المتاحة لتحقيق انتقال طاقوي يراعي المصالح العليا للدولة.

و في إطار تجسيد الرئيس تبون  لالتزامه الـ 21  بتشجيع إنتاج الطاقة وتصديرها، توجهت جهود الدولة أيضا عبر تكثيف إنتاج الطاقات الأحفورية، أين  تم إنجاز أكثر من 140 بئرا استكشافيا وتطويريا، مكّن من تحقيق أكثر من 25 اكتشافا، وستواصل الجزائر جهودها لزيادة قدراتها الإنتاجية، من المحروقات من خلال خطة استثمارية طموحة، ستسمح بزيادة الإنتاج الأولي للمحروقات في الجزائر بنسبة 2٪ سنوياً خلال الفترة الممتدة من عام 2023 إلى عام 2027، لتصل إلى حوالي 209 مليون طن مكافئ بحلول عام 2027.

برامج ضخمة لتثمين القدرات الطاقوية

أكد رئيس الجمهورية في تصريحات إعلامية سابقة على مواصلة الاستثمار، في اكتشاف حقول جديدة وتحسين إنتاج الحقول القائمة، فضلا عن تكثيف الجهود لتسريع وتيرة تنفيذ برنامج تثمين المحروقات، الذي يهدف إلى إضفاء ديناميكية جديدة في مجال البتروكيمياء.

و بالموازاة مع ذلك، وضمن نفس التوجه لضمان الاستغلال الأمثل للثروات الوطنية، تم إطلاق برنامج ضخم لتثمين وتطوير القدرات المنجمية لبلادنا، من خلال المشاريع الثلاثة المهيكلة لهذا القطاع، المتمثلة في استغلال منجم غارا جبيلات للحديد، والمشروع المدمج للفوسفات ، ومشروع الزنك والرصاص بواد أميزور، والتي، فضلا عن مساهمتها في تنويع الاقتصاد الوطني، ستشكل قاطرة لتحريك التنمية، في المناطق التي تحتضنها عبر خلق مناصب الشغل وتطوير البنية التحتية على غرار شبكة السكك الحديدية.وأضاف الرئيس في سياق حديثه “نتطلع بثقة إلى تعزيز الديناميكية، التي يعرفها هذا القطاع، من خلال مراجعة القانون المنجمي، خلال الفترة القادمة لتكييفه مع المستجدات التي يشهدها هذا النشاط، وزيادة جاذبيته للمستثمرين، مع المحافظة على المصالح الوطنية”.

إستراتيجية طاقوية لرفع تحديات التنمية المستدامة

لقد التزمت الجزائر برفع تحديات التنمية المستدامة، من خلال وضع إستراتيجية طاقوية جديدة، تقوم على رؤية لتطوير اقتصادها على المدى المتوسط والطويل، وترافق مسار تحقيق انتقال طاقوي ناجح، عبر إطلاق مشاريع جديدة في مجال الطاقات المتجددة، والتموقع كفاعل أساسي في إنتاج الكهرباء، بالاعتماد على الطاقة الشمسية وإدماج الهيدروجين، فضلا عن الجهد المبذول لتعزيز المحافظة على الأنظمة البيئية الطبيعية، ودعم إعادة التشجير وحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على مواردها الطبيعية، من أجل مستقبل مستدام، وهو ما يسلط الضوء على القدرة الكامنة للغاز للمساهمة، بشكل إيجابي في الانتقال الطاقوي، ذلك أنه يعتبر بمثابة الوقود المفضل، لتلبية الطلب الطاقوي المتزايد مع التقليل في نفس الوقت من التلوث الجوي والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فضلا عن كونه متاحا وذا تكلفة معقولة ومن أكثر أنواع الوقود الأحفوري نظافة.

تنظيم الطبعة الثامنة والعشرين ليوم الطاقة

نظم أمس البروفيسور شمس الدين شيتور الطبعة الثامنة والعشرين ليوم الطاقة، تحت شعار: ” من أجل نموذج طاقوي أكثر مرونة 2035″، وشهدت هذه الطبعة مشاركة العديد من المسؤولين في مجال الطاقة، كما و تم تقديم العديد من المساهمات والعروض حول الموضوعات المتعلقة بالطاقات المتجددة وتطوير الهيدروجين الأخضر والانتقال الطاقوي والكفاءة الطاقوية.

الخبير الطاقوي أحمد طرطار لـ “الاتحاد”:  قطاع الطاقة يلعب  دورا محوريا في الاقتصاد الجزائري

كشف الخبير الطاقوي أحمد طرطار في حديثه لجريدة “الاتحاد” أن قطاع الطاقة يلعب  دورا محوريا في الاقتصاد الجزائري باعتبار الجباية البترولية التي تمثل السند الأساسي لتحقيق الاستهدافات الثانية من طرف الجزائر منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، لذلك دأبت الجزائر على أن تهتم أكثر فأكثر بهذا القطاع الحيوي و أن تعطيه كل ما لديها من قدرات و إمكانيات للاستفادة منه استفادة قصوى لتتويج التنمية الاقتصادية و الاجتماعية المستدامة و المستهدفة من حكومة إلى أخرى ومن مخطط اقتصادي لآخر.

و بالحديث عن قطاع الطاقة يلعب هذا الأخير – يقول طرطار- دورا رائدا بحيث تستطيع الجزائر بمقتضاه أن تقف أمام العديد من الدول في المجال التنموي نظرا لما تستأثر به من ريوع من هذا القطاع يتم توظيفها في مجالات التنمية المختلفة، و أعتقد أن الجزائر الآن لها مجالين من الطاقة يتمثلان في الطاقة الأحفورية التي تتمثل في الطاقة العادية و التي دأبت الجزائر حتى ما قبل الاستقلال على استغلالها إستغلالا إيجابيا، و أفضت إلى تحقيق مخططات تنمية هامة، كما استطاعت من خلالها أن تبني قاعدة اقتصادية متينة و تمارس الأبعاد الاجتماعية المختلفة مما يؤدي إلى الحصول على هذه الريوع المختلفة و تطويرها و تفعيلها في مجالات التنمية المختلفة، فالطاقة الأحفورية موجودة و ممتدة على مختلف الصحراء و تعمل سوناطراك عملا جادا من أجل استغلالها سواء المرتبطة منها بالبترول، بحيث تعتبر عضوا فاعلا في منظمة “أوبك” وعضوا واقعا في مجموعة “أوبك بلوس”، و تنتج تقريبا ما يعادل  900 إلى 940 ألف برميل يوميا و تسوقه في سياق السياسات المشتركة مع مجموعة “أوبك بلوس” بما يؤدي إلى المحافظة على السعر التوازني الذي يخدم جميع المنتجين، كذلك بالنسبة للغاز المرتبط أساسا بالبترول، فالجزائر الآن تعد من كبرى الدول المنتجة للغاز و تعد في المرتبة السادسة إلى السابعة في مجموع الدول المصدرة للغاز، و تحتل مراتب متقدمة في تصدير الغاز بالنسبة لأوروبا ، أما فيما يتعلق بالغاز المسال فهي تقريبا تحتل المرتبة الرابعة وكذلك بالنسبة للغاز الطبيعي فمن خلال إنسيابية التعامل مع أوروبا سواء ما ارتبط منها بأوروبا الغربية عبر “ميدقاز” باتجاه إسبانيا أو البرتغال، أو أوروبا الشرقية ما ارتبط منها مع إيطاليا و سلوفينيا و بعض الدول الأخرى من خلال الأنبوب القديم “ترونسماد”، كما يجري الآن بعث أنبوب جديد بين الطارف و صقلية الإيطالية لنقل المنتوجات الطاقوية البديلة.

ومن حيث إنتاج الغاز أكد طرطار أن إنتاج الجزائر يصل إلى حدود  100 إلى130 مليار متر مكعب يتم من خلالها تسويق حوالي 102 إلى 103 مليار متر مكعب من الغاز، كذلك بالنسبة للغاز المسال فهي تسوق حوالي 13 مليون برميل إلى دول مختلفة من بينها تركيا، فرنسا، إيطاليا و بعض الدول الأخرى ، لذلك يمكن القول أن الجزائر تحتل مكانة متميزة في هذا الإطار.

استثمارات واعدة في مجال الطاقات المتجددة

أما بالنسبة للطاقة المتجددة  – يوضح الخبير- فهناك برامج واعدة للجزائر يتم الاستثمار فيها بشكل جيد، حيث شرعت في إنتاج الألواح الشمسية في مطلع سنتي 2012 و 2013 ، كما حاولت أن تجسد بعض التجارب الإيجابية في مناطق الجنوب، و تتجه الآن لإنتاج حوالي 1000 ميغاواط ” وهو ما يعرف بمشروع سولار ” وهو الآن مشروع قيد التتويج، كما و تتجه الآن إلى إنتاج مشروع جديد في حدود 2000 ميغاواط في 2030، أما في آفاق 2035  فهناك سعي للوصول إلى 15 ألف ميغاواط، لذلك نلحظ أن هناك تدرج في إنتاج الطاقة المتجددة من خلال البرنامج المعد لهذا الأمر، و بالنسبة لاستغلال طاقة الرياح أكد المعني أن هناك سعي دؤوب و برامج مكثفة للوصول إلى هذا الأمر من خلال الوزارات المعنية أو من خلال مراكز البحث المتخصصة ، و  يعتقد المتحدث أن هناك قدرة كامنة باعتبار أن الجزائر تزخر بصحراء شاسعة و بمواسم جيدة سواء ما ارتبط منها بالحصول على طاقة الرياح أو ما ارتبط منها بالحصول على الطاقة الشمسية أو الطاقات الأخرى التي هي متوفرة في الجزائر و تتطلب فقط استثمارات للوصول لتتويجها واقعيا.

و بالنسبة للطاقة الجديدة أشار المعني أن هناك مشروع واعد مع الاتحاد الأوروبي و إيطاليا و ألمانيا فيما يتعلق بإنتاج الهيدروجين الأخضر، و كل الاستعدادات قائمة للشروع في إنتاج الهيدروجين الأخضر مع مطلع السنة  القادمة، مع إمكانية لترويجه، فالبرامج المسطرة – حسبه- هي برامج واعدة و نستطيع من خلالها الحديث على التطور الملموس لتحقيق قفزة نوعية في مجال الطاقة، كما و أن الأنبوب الجديد الذي سيربط بين الطارف و صيقيليا هو مكرس لمنتوجات الطاقة البديلة و تحديدا الغاز و الأمونيا وهي منتوج طاقوي بديل أضف إلى الهيدروجين الأخضر و الكهرباء التي يتم توصيلها عبر هذا الأنبوب.

كما ويتم العمل الآن في الداخل على تتويج 15 محطة ضوئية على امتداد ما يقارب الـ 11 إلى  12 ولاية في السهوب و المناطق الصحراوية و الهضاب، مما يؤدي إلى الاستفادة من هذه الطاقة الكهروضوئية و بالتالي تتويجها في الآفاق المستقبلية مما يؤدي إلى أن تكون بديل للطاقات الأحفورية المعهودة.

يومية الإتحاد الجزائرية

Author Details
،محررة على الويب مترجمة
×
،محررة على الويب مترجمة
Latest Posts