الجزائر- تميزت الطبعة ال3 للصالون الدولي للترقية العقارية و البناء العصري و الديكور (سكناتك اكسبو) التي تختتم يوم الإثنين بالجزائر العاصمة بالإهتمام المتزايد الذي يوليه الفاعلون في القطاع تجاه إدخال النجاعة الطاقوية في مشاريع البناء.
و عليه, كان هذا الحدث بمثابة فرصة لاطلاع الجمهور خاصة المهنيين منهم في هذا القطاع بالتطورات الجديدة في عالم البناء و التقنيات الجديدة الصديقة للبيئة.
و على مستوى جناح مركز تطوير الطاقات المتجددة, تبث شاشة عملاقة فيديو حول مبنى نموذجي مستقل بالطاقة المتجددة.
في هذا الخصوص, صرح كريم غرنوتي، رئيس قسم العلاقات الخارجية و تثمين نتائج الأبحاث على مستوى مركز تطوير الطاقات المتجددة يقول ” يتعلق الأمر بمنزل نموذجي تم انجازه داخل وحدتنا الخاصة بتطوير معدات الطاقة الشمسية التي تم إنشاؤها في مدينة بوسماعيل الساحلية (تيبازة)”.
كما أوضح المتحدث أنه ” تم دمج العديد من الطاقات المتجددة في هذا المنزل النموذجي الذي قمنا ببنائه في إطار أشغال البحث و التطوير عندنا” مضيفا أن الأمر يتعلق بالطاقة الشمسية الكهرو-ضوئية لإضاءة المنزل و تكييفه و الطاقة الشمسية الحرارية من أجل تشغيل سخان الماء الشمسي. و فضلا عن الطاقات المتجددة, قام فريق مركز تطوير الطاقات المتجددة بتجهيز المبنى بنظام معالجة مياه الأمطار.
.من جهة أخرى, أكد المتدخل أن “هذه المياه التي تم تطهيرها من البكتيريا و التلوث, يمكن الاستحمام بها أو القيام بأشغال التنظيف المنزلي أو سقي النباتات مما سيسمح لنا بالحفاظ على الماء الشروب الذي أصبح ثمينا أكثر من اي وقت مضى”.
و يأمل مركز تطوير الطاقات المتجددة في ان يتم تطبيق هذا النموذج البيئي في عدة مناطق من الجنوب و الهضاب العليا, حسب السيد غرنوني حيث يتعلق الأمر ب ” مشروع طموح يتطلب تمويلا كبيرا” مضيفا أن المركز يدعو المانحين و الصناعيين من القطاع إلى تمويل إنجازه.
و خلص إلى القول “ان تواجدنا في مثل هذه المناسبات يسمح لنا بالتقرب من الصناعيين و المتعاملين في قطاع البناء بغرض دعوتهم إلى الاستفادة من نتائج الأبحاث التي تم تطويرها على مستوى المركز خصوصا تلك المتعلقة بالنجاعة الطاقوية سواء على مستوى المنازل و المدارس أو على مستوى الوحدات الصناعية”.
الإنتاج المحلي في الموعد
من جهة أخرى، أكد ادير، مهندس شاب التقيناه في الصالون حيث قدم للبحث عن مرقين عقاريين ليقترح عليهم خدماته، أن “الرهان الكبير بالنسبة لنا جميعا يتمثل في معرفة كيفية تسريع مشاريع السكنات المستدامة من خلال الحفاظ على أقصى الموارد”.
و في هذا الصدد، يقول المهندس الشاب “يجب علينا ادماج المبادئ البيئية في كل مشاريع البناء باختيار مواد بناء صديقة للبيئة، والتوجه نحو تصميم بنايات بإضاءة طبيعية للتقليل من فاتورة استهلاك الطاقة”، معتبرا أن هذا الحدث سيسمح له بإيجاد مرقين عقاريين ليظهر لهم مواهبه.
و دائما في مجال النجاعة الطاقوية، شرعت مؤسسة خاصة جزائرية، تعتبر الموزع الرسمي لعلامة آسيوية، في الإنتاج المحلي لمجموعة واسعة من منتجات الإضاءة الموفرة للطاقة، بما في ذلك المصابيح والثريات وغيرها، بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 500 ألف قطعة سنويا.
و في هذا الصدد، يقول أشرف مهداوي، مهندس ومصمم إضاءة بذات المؤسسة “ما تزال هناك منتجات ذات جودة عالية من حيث الإضاءة لهذه العلامة التي نواصل استيرادها، لكننا نخطط لإنتاجها في المستقبل”.
و استطرد يقول إن “الأهم في كل ذلك هو الاستفادة من الفرص التي توفرها هذه الشراكة الأجنبية لاكتساب الدراية المعرفية والتكنولوجية الضرورية التي ستسمح لنا بتطوير الإنتاج الوطني”. من ناحية أخرى، عرضت مؤسسة متخصصة في صناعة الأبواب الداخلية، نماذجا متنوعة وبألوان مختلفة من الأبواب ذات الانتاج المحلي.
و في هذا السياق، أوضحت منال داود، المسؤولة التجارية بهذه الشركة التي تأسست في حمادي (بومرداس)، إن “هذه أبواب مصنوعة من مادة الكلوريد المتعدد الفينيل (PVC) ونشارة الخشب”. و أضافت أن “المادة التي صنعت منها هذه الأبواب مقاومة جدا للرطوبة والماء ولا تحتاج الى الطلاء”.
و تتوفر الشركة التي تبلغ طاقة الإنتاج بها ألف باب يوميا، على سجل طلبات ممتلئ، كما تقول ذات المتحدثة التي أوضحت أن “الطلب يظل مرتفعا طالما أن هناك مشاريع قيد الانجاز”، لاسيما تلك التي أطلقها وزارة السكن (صيغة السكن الترقوي العمومي وسكنات “عدل” والسكنات الترقوية المدعمة).
فبالإضافة إلى هذه المبيعات في السوق المحلية، قامت الشركة بعمليات تصدير، خاصة إلى كوت ديفوار. للإشارة، شهدت الطبعة الثالثة من صالون “سكناتك اكسبو” مشاركة 100 عارضا ينشطون في مختلف المجالات المتعلقة بالترقية العقارية والبناء والديكور العصري، بما في ذلك الشركات الأجنبية الصينية والتركية المتواجدة في الجزائر، علاوة على البنوك.
وأج