اعتبر الخبير الطاقوي مهماه بوزيان أنّ سنة 2020، كانت الأسوأ في تاريخ قطاع الطاقة العالمي، مشيرا إلى أنّ أسواق النفط والغاز تعرّضت لـ“إعصار”، بسبب جائحة كورونا وفائض الخامات الطاقوية في الأسواق، حيث سجّلت خلالها أسوء أسعار لبعض خامات النفط، خاصة الخام الأمريكي الوسيط لغرب تكساس، الذي بيع في العقود الورقية الآجلة بسعر سالب، وصل إلى (- 37 دولار للبرميل). ما جعله يقول إنّ 2020 كانت “سنة الانهيار الكبير لأسعار النفط والغاز ولأسواقهما، ولصناعة المحروقات من المنبع الى المصب.
أشار محدثنا إلى أنّ الشركات النفطية العالمية خسرت في مجملها قيمة 2000 مليار دولار، وكانت الصناعات النفطية والغازية هي الأسوأ أداءً في الأسواق العالمية على الإطلاق، حيث فقد قطاع الطاقة العالمي 52 بالمائة من أداء أعماله بين جانفي وأكتوبر.
وخير مثال على ذلك ما عاشته الشركة البترولية الأضخم “إيكسون موبيل”، التي تراجعت بنسبة 42 بالمائة، وخسرت أكثر من 110 ملايير دولار من قيمتها السوقية، التي بلغت 174 مليار دولار أمريكي في شهر ديسمبر، وجرى إخراجها من مؤشر داو جونز الصناعي لأوّل مرة منذ قرابة قرن، وهي التي استقرت في تصنيفه بشكل مريح منذ 1928.
ولم تشذ “سوناطراك” عن القاعدة، حيث تراجع رقم أعمالها بـ 10 ملايير دولار، لكن الخبير مهماه يرى أنّه بمقارنة ذلك مع نسبة إنتاجها من النفط، سنلاحظ أنّ مستوى تراجع رقم أعمالها هو أقل بـ0,45 بالمائة من المتوسط العالمي للفقد الذي لحق بمجمل الشركات النفطية، وهذا “مؤشر دال على المكاسب التي حققتها سوناطراك في أوجّ الأزمة، وعلى أفضلية حالها” وفقا لتحليله.
وأشار في السياق إلى لجوئها لخفض موازنتها التشغيلية بـ35 بالمائة، مع تقليص فاتورة تكاليف الأعباء بالعملة الصعبة بما يزيد عن 6 ملايير دولار وتعويضها بالمحتوى المحلي، مع الحفاظ على مناصب الشغل، دون حدوث أيّ تسريح، وضمان الإنتاج دون أيّ تذبذب أو توقّف وضمان إمداد وتموين السوق الوطنية بمختلف الموارد الطاقوية، والوفاء التام بالتزامات الجزائر مع شركائها، والنجاح في تجديد “عقود الغاز”.
يضاف إلى ذلك – كما قال – تصنيف الخام النفطي الجزائري “مزيج صحارى” في 2020 من قبل الهيئات الدولية المرجعية، من بين الثلاثة خامات نفطية في سلة أوبك الأغلى والأعلى سعرا، والرابع من بين جميع الخامات النفطية في العالم. هي “مكاسب حقّقها فريق شاب من الكفاءات الجزائرية في وضع عالمي حالك جراء الوباء”، كما أشار اليه. من جانب آخر، وبخصوص ما ميز قطاع الطاقات المتجدّدة بالجزائر، تحدّث عن إنجاز دراسة علمية اقتصادية من قبل مجموعة من العلماء والباحثين الجزائريين، من داخل وخارج الوطن، أشرفت عليها المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكتولوجي، حول الأمن الطاقوي للجزائر، وسوف تصدر في الأيام المقبلة في (كتاب أبيض) سيعلن عنه وزير التعليم العالي”. كما تم إنجاز التقرير السنوي الأوّل لمحافظة الطاقات المتجددة والانتقال الطاقوي، إضافة إلى الإعلان عن مشروع القطب التكنولوجي للطاقات المتجدّدة والهيدروجين الطاقوي الذي ستحتضنه غرداية.
وتميّز العام لأوّل مرة بمنح شطر بسعة 50 ميغاواط من مناقصة إنجاز محطات للطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى متعاملين وطنبين، فضلا عن التوقيع على عقد خاص بين مركز تنمية الطاقات المتجددة و“سوناطراك” لإنجاز مشروع بحث لمعالجة مياه الصرف الصحي بالطاقة الشمسية وتوقيع سوناطراك و“إيني” على اتفاقية لتوسيع التعاون في مجال الطاقة الشمسية. وساهم مركز تنمية الطاقات المتجدّدة في الجهد الوطني للتصدي لكورونا بإنتاج العديد من تجهيزات الوقاية، وأدرجت وزارة الفلاحة الطاقة الشمسية بقوّة في مخطّط تطويرها المستقبلي، كما قامت سونلغاز بإدراج التجربة الجزائرية الرائدة في مجال “الهيدروجين الطاقوي” ضمن فعاليات المرصد المتوسطي للطاقة وباشرت “نفطال” مخطّط تطوير أوّلي لإحلال السيارات الكهربائية في الحظيرة الوطنية للمركبات، يختتم محدثنا.