تمكن ستة باحثين من افتكاك جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر في طبعتها الأولى، نظير ما قدموه من بحوث وحلول مبتكرة لمواجهة عدة تحديات ذات الصلة بتطوير الذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة، وضمان الأمن الغذائي والأمن الصحي، في إطار المساهمة في دعم الجهود التنموية للبلاد.
وأشرف على توزيع جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر الوزير الأول محمد العرباوي ، في حفل أقيم بالقطب العلمي التكنولوجي عبد الحفيظ إحدادن بسيدي عبد الله بالعاصمة في ظل حضور لافت للمهتمين بالبحث العلمي من الأساتذة والطلبة.
وتم تكريم ثلاثة باحثين مبتكرين عن فئة الأساتذة والباحثين، وعادت المرتبة الأولى ضمن هذه الفئة للباحث في مركز البحث للبيوتكنولوجيا «عمار عزيون»، عن المشروع المتعلق بنقل وتطوير تقنيات رقاقات حيوية جديدة للتطبيقات الطبية في الجزائر. وحاز على المرتبة الثانية الباحث بمركز البحث العلمي والتقني «زين الدين خمري»، نظير مشروعه المتعلق بالري الذاتي للنباتات بالأوزون، في حين عادت المرتبة الثالثة للباحث بوزارة الدفاع الوطني «عاطف جولاح» عن مشروعه الذي تمحور حول الدفاع الغذائي، مفهوم جديد في ظل الحروب الهجينة.
وعادت المرتبة الأولى عن فئة الطلبة، لطالبة الدكتوراه بمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني «أمال حاج بوزيد» عن مشروع حول الذكاء الاصطناعي الطبي، وتحديث الرعاية الصحية وتطوير الخبرات الوطنية السيادية، وفاز بالمرتبة الثانية الطالب بالمدرسة العليا للإعلام الآلي لسيدي بلعباس «أحمد إلياس بن سالم» نظير إعداد مشروع بحثي حول استحداث جهاز طبي للمساعدة التكنولوجية المتقدمة باستخدام الذكاء الاصطناعي لعلاج مرضى السرطان. وافتكت المرتبة الثانية ضمن هذه المجموعة طالبة الماستر بجامعة قسنطينة الإخوة منتوري، «نرجس ريحان» عن مشروع يسمح بتطوير محفز حيوي طبيعي، بالاعتماد على بكتيريا محلية مفيدة ومخلفات النباتات، بهدف رفع الإنتاج وتوفير غذاء صحي وآمن للمستهلكين.
وأكد بالمناسبة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، في كلمة له، بأن إقرار جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر تؤكد الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للبحث والابتكار، وتعزيز دوره لمرافقة الجهد التنموي للبلاد، مذكرا بفحوى الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية للطلبة بمناسبة إحياء الذكرى 69 لليوم الوطني للطالب.
وأكد بداري بأن الرسالة أبرزت الإمكانيات التي تسخرها الدولة لدعم وترقية البحث العلمي، من استثمارات مالية وطاقات بشرية لجعل الجامعة الجزائرية قاطرة أساسية تقود البلاد نحو تطوير وتنويع النشاط الاقتصادي. كما يعتبر تكريم الفائزين الستة بالجائزة بمثابة تشجيع للأساتذة الباحثين والطلبة المتفوقين الذين اتخذوا من العلم منهاجا، ومن الكفاءة والابتكار وسيلة لبناء الجزائر الجديدة، قوية بأبنائها ورأسمالها البشري، يقول المتحدث.
وأضاف بداري بأن تجربة الباحثين والطلبة المتميزين في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي والأمن الصحي ستؤهلهم ليكونوا صناعا للثروة، عن طريق استحداث مؤسسات ناشئة ومصغرة أو مؤسسات فرعية، لتلبية احتياجات المجتمع وتحقيق التنمية في إطار الاستجابة لخارطة المهن الجديدة.
وأكد من جهتهم الفائزون بجائرة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر في طبعتها الأولى، بأن هذه المبادرة ستحفزهم أكثر على الاستمرار في المشروع البحثي وتحويله إلى منتوج قابل للتسويق، والمساهمة في مواجهة التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي والصحي والذكاء الاصطناعي.
وترمي المشاريع البحثية التي تم تكريم أصحابها إلى ضمان التكفل الأمثل بمرضى السرطان، وتكريس جهود الدولة في مجال استحداث تكنولوجيا جزائرية بحتة لتطوير الطب الدقيق، إلى جانب النهوض بالزراعة الصحراوية التي يعول عليها في تحقيق الأمن الغذائي، عبر تحفيز الباحثين على الابتكار والإبداع، وتوفير الوسائل اللازمة والبيئة الملائمة لتطوير البحث العلمي.
وتهدف جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر إلى تشجيع البحث العلمي وتنمية الاقتصاد والوطني، عبر تخصيص مكافأة هامة لأحسن البحوث المبتكرة، باعتمادات مالية تصل إلى حوالي ملياري سنتيم موزعة على ثلاث مراتب، نظير الجهود التي يقدمها الباحثون من فئتي الأساتذة والطلبة لترقية البحث العلمي وتحقيق التطور التكنولوجي.
جريدة النصر
