اَخر الأخبارالصفحة الرئيسيةالطاقات المتجددة

التوجّه نحـو الطاقـات المتجـدّدة للحفـاظ على الطاقـــة الأحفوريـــة

دعا البروفيسور شمس الدين شيتور إلى ضرورة تبني خطة استعجالية واعتماد نموذج طاقوي غضون 2035، نظرا للتهديدات التي يواجهها العالم من نزاعات جيواستراتيجية وتغيرات مناخية، معتبرا أن العدد المتزايد سكان الجزائر يقابله استنزاف للطاقات الأحفورية التي ستنفذ يوما ما، إذا ما لجأنا إلى برنامج وطني يقوم على الاستغلال العقلاني لهذه الأخيرة، خاصة وأن الجزائر تستهلك ما قيمته 1 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي أسبوعيا، مقابل نسبة أقل من نفس المادة المصدرة واستحداث مصادر جديدة للطاقة المتجددة على غرار الطاقات المائية والهوائية والشمسية والهيدروجين الأخضر.

حذّر الوزير الأسبق للطاقات المتجددة، البروفيسور شيتور، لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى “المجاهد”، من تبعات التغيرات الجيو- إستراتيجية التي يعيشها العالم حاليا جراء الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى تغيير في مؤشرات الاقتصادات العالمية، التي لقنت العالم درسا حول استحالة الثبات على نفس المعطيات وضرورة احتساب احتمالات المخاطر سواء الممكن التنبؤ بها أو غير الممكن التنبؤ بها، إضافة إلى التغيرات المناخية ومخاطر الاحتباس الحراري التي يواجهها العالم مما يجعل هذا الأخير معرضا لمخاطر وأزمات اقتصادية وحتى سياسية جراء الصراعات المحتدمة من اجل تحقيق الأمن الغذائي والأمن المائي خاصة، حيث اعتبر الماء أحد عوامل النزاعات القائمة بين الشعوب، مؤكدا أن الحرب الحالية حرب طاقوية بامتياز ورهان على البقاء، خاصة وأننا نعيش حالات انقراض للعديد من الثروات، على رأسها الطاقات الأحفورية التي يتلاشى مخزونها عكسيا بزيادة النمو الديموغرافي وعدم وجود مقابل كافي من الاستثمارات في الطاقات المتجددة.

وفي هذا الصدد، شدد البروفيسور شيتور على أهمية النجاعة الطاقوية من أجل استعمال عقلاني للطاقة من خلال اللجوء لأنماط الطاقة المكيفة بحسب مختلف الاستعمالات، خاصة وأن عدد سكان الجزائر مرشح لأن يصل إلى 72.4 مليون نسمة مما سيؤدي إلى استهلاك متصاعد للطاقة يقدر بـ 100 تيرا واط ساعي، مشيرا إلى أن المشهد الطاقوي العالمي سيتغير بشكل أساسي فور بداية احتساب الرسوم على غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي سيؤدي إلى ارتفاع معتبر في أسعار الطاقة، مما يستدعي خطة استعجاليه لاستبدال الطاقة الأحفورية بطاقة متجددة كالهيدروجين الأخضر الذي أضحى حلا حتميا، خاصة وأن الجزائر تمتلك إمكانيات ضخمة في هذا المجال تمكنها من اقتصاد أكثر من 35 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي مع حلول 2030 شرط الاعتماد على مزيج طاقوي متكافئ بين الطاقة الأحفورية والطاقة المتجددة.

ودعا شيتور إلى ضرورة التخلي تدريجيا على الاعتماد على عائدات تصدير الغاز الطبيعي مع دعم إنتاج الطاقات المتجددة، وقدم شيتور سيناريوهات لنماذج الطاقة التي تعتمد في تركيبتها على مستويات استهلاك الطاقة في الجزائر على غرار الغاز الطبيعي الذي وصل استهلاكه إلى 1 مليار متر مكعب/أسبوعيا مقابل 10 ملايين طن من الوقود.
ومن الحلول التي اقترحها البروفيسور شيتور، الاستغلال الأمثل للمساحات الشاسعة للبلاد للاستفادة من سرعة الرياح لإنتاج الطاقة الهوائية، حيث بإمكاننا إنتاج 11.000 ميغاواط ساعي، إضافة إلى استثمار الطاقة الناتجة عن تدوير النفايات، والطاقة المائية، إضافة إلى الطاقة الناجمة عن الأخشاب، وفي هذا الإطار يرى شيتور أن استغلال المساحات الغابية سيمكن من استحداث مناصب شغل ذات صلة بالنشاط الغابي كتربية النحل والسياحة الغابية.

يومية الشعب 

Author Details
،محررة على الويب مترجمة
×
،محررة على الويب مترجمة
Latest Posts