تتجه الجزائر إلى توليد الكهرباء من النفايات، من خلال برنامج شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات والمحافظة للطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية.
يأتي البرنامج الهادف إلى إنتاج الكهرباء من المواد العضوية والنفايات، في ضوء خطط الجزائر الرامية إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة عبر التحوّل إلى الطاقة المتجددة والاستفادة من الطاقة الحيوية.
يأتي التوقيع على الاتفاقية في إطار تعزيز الشراكات بين القطاعات وتوحيد الجهود وتبادل الخبرات من أجل التثمين الطاقوي للنفايات. ووقع اتفاقية الشراكة المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات كريم ومان، و محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية نور الدين ياسع.
وتهدف الاتفاقية على وجه الخصوص إلى “تطوير النشاطات المتعلقة بقطاع التثمين الطاقوي للنفايات، وضبط خطة عمل مشتركة خاصة باستغلال الغاز الحيوي الناتج عن النفايات والنفايات العضوية الصلبة غير القابلة للتدوير كوقود لإنتاج الكهرباء، في سياق الإقتصاد الدائري والتنمية المستدامة”.
أهداف مشروع توليد ت الكهرباء من النفايات
تتمحور الاتفاقية حول تطوير دراسات خاصة بتوليد الكهرباء من النفايات، وإطلاق مشروعات تجريبية في مجال إنتاج الكهرباء، انطلاقًا من الغاز الحيوي على مستوى مراكز الردم التفني.
ويتميّز الغاز الحيوي بخصائص مشابهة للغاز الطبيعي، فهو يستعمل لإنتاج الحرارة أو الكهرباء أو الوقود الحيوي، ويُعدّ من أهم الغازات المدرجة في إطار ترقية الطاقات المتجددة، كما يُعدّ بديلًا للغاز الطبيعي.
وتراهن الجزائر على الغاز الحيوي في قيامه بدور فعال في تحقيق أهداف تحوّل الطاقة من أجل نمو أخضر وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. كما ستُنظم -في إطار الاتفاقية- دورات تكوينية لضمان تبادل “فعال” للخبرات بين الهيئتين.
إستغلال غاز الميثان
أكد محافظ الطاقات المتجددة أن الاتفاقية ستفتح المجال واسعًا لتطوير شعبة تثمين النفايات، إذ سيتم العمل على تجسيد مشروعات تجريبية لتوليد الكهرباء من النفايات من خلال استغلال غاز المثان.
ودعا نور الدين ياسع إلى تدارك الفراغات القانونية والتنظيمية في مجال إنتاج الكهرباء من النفايات، من أجل النهوض بالاستثمار في مجال النفايات. وسيتم -تنفيذًا لهذه الاتفاقية- تحيين خرائط موارد الطاقة من الكتلة العضوية، بمعية الوكالة الوطنية للنفايات بدوره، أكد ومان أهمية الاتفاقية التي يُجرى الإعداد لها منذ سنتين بغرض الاستغلال الأمثل للنفايات وتحويلها إلى كهرباء.
وبعد أن أبرز دور تثمين النفايات بمختلف أنواعها بما فيها العضوية، في خلق الثروة ومناصب العمل المباشرة وغير المباشرة.
واعتبر المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات أن الاتفاقية تمثّل خطوة مهمة في التعرف بدقة من خلال معطيات علمية ومشروعات نموذجية، على قدرة هذه الشعبة الجديدة ونجاعتها عمليًا.
الإستغلال الأمثل للنفايات
أوضحت مديرة تطوير الاقتصاد الأخضر في الوكالة الوطنية للنفايات آمال أسما -في عرض حول موضوع “التثمين الطاقوي للنفايات وحالة النفايات العضوية”- أن النفايات بعد تحللها تنتج عصارة وغازات حيوية تتحوّل في غياب الأكسجين إلى غاز الميثان الذي يمكن استغلاله بصفته مصدرًا للطاقة أو من خلال حرقه لإنتاج الكهرباء.
وأشارت أسما -حول طرق الاستفادة من الغاز الحيوي- إلى أن هذا المورد يمكن أن يستعمل وقودًا من أجل تزويد المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي، كما يمكن حقنه في شبكة التزويد بالغاز الطبيعي.
وأبرزت المسؤولة في الإطار ذاته ضرورة الإسراع لتجسيد مشروعات تجريبية لاستغلال غاز الميثان لإنتاج الكهرباء، إذ إن الإنتاج السنوي للنفايات يُقدر بـ11.1 مليون طن، في حين تقدر تكاليف الأضرار البيئية السنوية الناتجة عنها تفوق 127 مليار دينار جزائري (0.93 مليار دولار أميركي).
الطاقة