نظمت ولاية قالمة أمس الأربعاء، لقاء خصص للانطلاق الفعلي في تجسيد المرحلة الأخيرة، لمشروع التعاون بين وزارة الشؤون الخارجية والوكالة الألمانية للتعاون “جي إي زاد“، حول الحوكمة المناخية، بعنوان “تعزيز الحوكمة المناخية في خدمة المساهمة المتوقعة المحددة على المستوى الوطني“، بحضور ممثلين من وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وزارة البيئة، وخبراء الوكالة الألمانية “جي إي زاد“.
اللقاء يندرج تنفيذا لمشروع وزارة الخارجية ووزارتي الداخلية والبيئة والوكالة الألمانية والتعاون “جيز“ حول الحوكمة المناخية، تجسيدا لمساهمة الجزائر في اتفاقية حول المناخ لسنة 2016، إذ تم في هذا الإطار، اختيار ولاية قالمة بصفتها ولاية نموذجية، من أجل الانطلاق الفعلي للمرحلة الأخيرة لهذا المشروع الهام، وتجسيده محليا، والعمل على تطبيق التوصيات المنبثقة عن الاتفاقية الدولية التي صادقت عليها الدولة الجزائرية، لا سيما اتفاقية باريس حول المناخ، ولعل أهم توصياتها؛ زيادة استعمال الطاقات المتجددة، بهدف تخفيض استهلاك الكهرباء بـ9 في المائة، وزيادة إنتاج الكهرباء بنسبة 27 بالمائة بالنسبة للآفاق المستقبلية لسنة 2030.
قال ممثل وزارة الداخلية السيد كريم صالحي، إن هذا اللقاء يندرج في إطار التزامات الجزائر الدولية باتفاقية باريس، حيث تم إطلاق هذا المشروع بمبادرة بين ثلاث وزارات؛ الخارجية، البيئة والداخلية، بالتعاون مع الوكالة الألمانية “جيز“، إذ يهدف هذا المشروع أساسا، إلى تعزيز الحوكمة المناخية المحلية، وإدراج الإشكالية المناخية تدريجيا في النشاطات والبرامج التنموية، من خلال مسار سيدوم لأكثر من سنة.
يهدف هذا العمل الذي سيتم إنجازه بالشراكة مع السلطات المحلية وممثلي الوكالة الألمانية، إلى إعداد مخطط محلي للمناخ، سيساهم أساسا في تثمين المشاريع المحلية والبرامج التنموية ذات العلاقة بالمجال البيئي، التي باشرتها ولايات الوطن، كما سيساهم المخطط المعد، في تثمين هذه المشاريع والتنسيق فيما بينها لإعداد آلية، ستساعد السلطات المحلية على إدراج وتثمين الإشكالية المناخية في جميع المشاريع التنموية، تنفيذا واستجابة للالتزامات الدولية.
من جهته، أكد والي قالمة، السيد كمال الدين كربوش، أن قالمة مستعدة تمام الاستعداد بكل طاقاتها وقطاعاتها، للتعاون وتقديم كل التسهيلات في سبيل التجسيد الفعلي والميداني لهذا المشروع الهام، والاستفادة من خبرات الوكالة الألمانية للتعاون “ج إي زاد“، من أجل التحقيق والتطوير في مجالات البيئة، التنوع البيولوجي والتغيرات المناخية، تسيير النفايات وتطوير الطاقات المتجددة، داعيا المديرين التنفيذيين بالولاية، إلى رسم خارطة الطريق وتحسيس المواطنين، من خلال تطبيق نتائج اللقاء لإعطاء المثل، مادام أنه تم اختيار قالمة كولاية نموذجية.
الجدير بالذكر، أن التعاون الجزائري الألماني يركز على السياسات البيئية عبر مشاريع في مجالات عديدة، على غرار التسيير المستدام للموارد الطبيعية، والحفاظ على التنوع البيولوجي والتكيف مع التغير المناخي وإدارة النفايات وترقية التكنولوجيات والابتكارات الصديقة للبيئة، ويتمحور المشروع حول أربعة أسس إستراتيجية، ويتبع منهجية تشاركية متعددة القطاعات، وقد تم اختيار القطاعات النموذجية (الغابات بالنسبة للتكيف والطاقة بالنسبة للتخفيف) وثلاث ولايات نموذجية، الجلفة وقالمة، وولاية ثالثة سيتم اختيارها مستقبلا.