اَخر الأخبارالطاقات المتجددة

حذّر من مخاطر اجتماعية وأمنية في ظل وضع مالي هش.. مبتول: ضرورة إنجاح الإصلاحات وتجسيد التحوّل الطاقوي

يعتبر الخبير الطاقوي عبد الرحمان مبتول أنه ليس أمام الجزائر خيارا آخر، سوى النجاح في الإصلاحات، بما في ذلك التحوّل في مجال الطاقة. وبالرغم من توقعه بأن يكون هذا التحوّل مؤلما على المدى القصير، إلا أنه أشار إلى أن نتائجه ستكون إيجابية على المديين المتوسط والطويل، للأجيال الحالية والمقبلة، محذرا في سياق متصل من أن البقاء في الوضع الراهن عن طريق تأخير الإصلاحات الهيكلية، سيؤدي حتما إلى الإفلاس في نهاية 2021 أو بداية 2022 مع ما يترتب عن ذلك من مخاطر التوترات الاجتماعية.

وبنى الخبير مبتول توقعاته، على المؤشرات الاقتصادية والمالية الراهنة، التي تظهر أن الجزائر ستشهد اضطرابات مالية حادة بين 2021/2022، وسيتعين عليها الاستعداد للتغييرات الجديدة في مجال الطاقة على المستوى العالمي، حيث أن العالم لن يبقى كما هو، مرة أخرى، مثلما قال في مساهمة له حول سياسة التحوّل الطاقوي العالمي الجديدة وتأثيراتها على الجزائر. وبالنسبة للخبير، فإن تأثيرات وباء الفيروس التاجي على الاقتصاد العالمي، ستعتمد على اللقاح، حيث سمحت آخر الأخبار المتفائلة بشأنه، بارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 43 دولارًا لبرميل برنت. لكنه يفضل الابتعاد عن الإفراط في التفاؤل، مشيرا إلى أن التقارير المعدة من طرف أهم الهيئات الاقتصادية العالمية تشير إلى أن أي انتعاش حقيقي في الاقتصاد، لن يتم قبل نهاية 2021 وبداية 2022. كما أن تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لشهر أكتوبر، يشير حسبه، إلى أنه من المتوقع أن ينخفض ​​الطلب العالمي على النفط نهاية 2020 بشكل أكثر حدة مما كان متوقعا حتى الآن.

وعلى الصعيد الداخلي، أبرز الخبير ما تضمنه مشروع قانون المالية 2021 من معطيات، حيث توقع نفقات الميزانية (نفقات التسيير والتجهيز) بنحو 8113 مليار دينار، في حين قدر الإيرادات الضريبية الإجمالية (العادية والنفطية) بـ5328 مليار دينار ، أي عجز قياسي في الميزانية قدره 2784 مليار دينار. كما أشار إلى زيادة ميزانية التسيير وزيادة التحويلات الاجتماعية التي قدرها قانون المالية 2021 بـ1927,5 مليار دينار أي أكثر من 15 مليار دولار، بزيادة 79,98 مليار دينار مقارنة بقانون 2020، منها 63,8 ٪ مخصص للسكن والصحة. ولاحظ مبتول أنه كما هو الحال في السنوات الماضية، لا يقترح قانون المالية 2021 إجراءات اجتماعية مستهدفة، وبالتالي لا توجد حلول ملموسة بشأن الآثار الحقيقية للحد من عدم المساواة والتماسك الاجتماعي، مثلما قال، معبرا عن اقتناعه بأن هذه الرؤية لا يمكن الدفاع عنها بمرور الوقت، لأن العدالة الاجتماعية لا يمكن أن تعني المساواة، وهي مصدر لإضعاف الطاقات الإبداعية والتي يمكن أن تؤدي بالبلد إلى الانجراف الاقتصادي والاجتماعي، حيث لا تستطيع أي أمة توزيع أكثر مما تنتج، في وقت تعرف فيه احتياطيات النقد الأجنبي انخفاضا حادا، كما أوضح.

وحسب نفس الخبير فإن هذا الوضع سيؤدي إلى كبح التنمية مقترنة بـ”سوء الإدارة، ما سيؤدي إلى زيادة التوترات الاجتماعية وبالتالي انعدام الأمن، وفقا لتصوّره.  وبخصوص ملف الانتقال الطاقوي، قال مبتول إن الجزائر عليها التركيز على عاملين، يتمثل الأول، حسبه، في تحسين كفاءة الطاقة، متسائلا في هذا الصدد كيف يمكننا برمجة بناء مليوني سكن وفقا لمعايير البناء القديمة التي تتطلب استهلاكا عاليا للطاقة، بينما توفر التقنيات الحديثة 40 إلى 50٪ من الاستهلاك؟. في السياق نفسه، تحدث الخبير عن ضرورة إعادة النظر في سياسة أسعار الغاز في السوق المحلية، وتوجيه الدعم إلى الفئات الهشة. أما العامل الثاني، فيرتبط برأي الخبير، بتطوير الطاقات المتجددة، لاسيما الطاقة الشمسية التي انخفضت تكلفة إنتاجها بأكثر من 50٪. فمع توفر أكثر من 3000 ساعة من أشعة الشمس في السنة، الجزائر لديها كل ما يلزم لتطوير استخدام الطاقة الشمسية، مثلما قال. لكن يتطلب نجاح الأمر، حسبه، تقنية ومعدات لتحويل هذه الهبة الطبيعية إلى طاقة كهربائية، مذكرا في هذا الصدد بالبرامج التي وضعتها الحكومات المتعاقبة لتطوير هذا النوع من الطاقة، لكن دون إنجاز شيء يذكر لحد الأن، بسبب غياب استراتيجية واضحة.

المساء

Author Details
اتصال رقمي
×
اتصال رقمي
Latest Posts