قال المدير العام الأسبق لمجمع “سوناطراك” والخبير في مجال المحروقات، مراد برور، إن شركات النفط في تطور مستمر وتبحث اليوم عن التحول للطاقات المتجددة، لكن في الجزائر لا يزال الحديث فقط عن النفط والمحروقات، ويرى أنه يجب على الجزائر تغيير استراتيجيتها والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وأنه يجب على مجمع “سوناطراك” أن يتحول إلى رائد عالمي في مجال الطاقة الخضراء.
وأضاف برور، أمس، خلال استضافته بالقناة الثالثة للاذعة الوطنية، أنه يجب السير قدما في تطوير القدرات نحو الطاقات المتجددة على غرار باقي دول العالم والشركات النفطية الكبرى، وقال: “إننا نسير عكس الاتجاه في طريق سريع”، وشدد الخبير الطاقوي على ضرورة أن تتحول سوناطراك نحو الطاقات المتجدة ايضا قائلا: “سوناطراك يجب أن تصبح رائدة عالميًا في مجال الطاقات الخضراء” ، خاصة في هذه الفترة من الأزمة الصحية التي تتسبب في تباطؤ الاقتصاد العالمي مما تسبب في انخفاض أسعار النفط، وأشار إلى أن شركات النفط الكبرى سبق لها أن توقعت الأمور من خلال البدء في التحول إلى هذا النوع من الطاقات، مثل شركة البترول البريطانية التي تريد مضاعفة إنفاقها على الطاقات المتجددة بمقدار عشرة بحلول عام 2030 ليصل إلى 5 مليارات دولار. . ويضيف: “يمكننا أيضًا الاستشهاد بمثال Totale الذي يهدف إلى أن يكون ، بحلول عام 2030 ، من بين أكبر خمسة منتجين للطاقة الخضراء”.
ويقول المتحدث ذاته، إنه “يجب على سوناطراك التحول بسرعة إلى مصادر الطاقة المتجددة، لأن الطلب على النفط لا يمكن استئنافه”. وفقًا لأحدث توقعات صندوق النقد الدولي، كما يوضح، سيشهد الاقتصاد العالمي ركودًا يزيد عن 4٪ في عام 2020. وستشهد منطقة اليورو والمملكة المتحدة ركودًا حادًا بنسبة 8.3٪ و 9.3٪ على التوالي.
ويرى برور أن الارتفاع بعد هذه الأزمة سيكون بطيئًا وغير مؤكد، وأنه للعودة إلى مستوى النمو لعام 2019، سيكون من الضروري الانتظار بين ثلاث سنوات وأربع سنوات، وفي ظل هذه الظروف سينخفض الطلب على النفط بالتأكيد.
وقال المدير الأسبق لسوناطراك: “نحن نواجه صدمة هبوطية حقيقية.. تحدث هذه الصدمة في سياق استثنائي حيث يوجد فائض في المعروض النفطي وحيث يتباطأ الطلب بسبب فيروس كوفيد 19″، وحذر من “أننا في وضع لا يمكن التنبؤ به بدرجة كبيرة وشكوك كبيرة”، وأشار إلى أن سوق النفط اهتزت بشكل خطير مع هذه الموجة الثانية من الفيروس، ويمكن أن تزداد الأمور سوءا، لأن “العرض يمكن أن يزداد مع العودة المحتملة لإيران، بعد انتخاب جو بايدن على رأس الولايات المتحدة، وكذلك ليبيا التي تعمل على زيادة إنتاجها “، وأضاف “هناك واقع يجب أخذه في الاعتبار، يجب على الجزائر تغيير استراتيجيتها والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة”، وقال إنه “يجب ألا يقتصر انتقال الطاقة على استيراد أنظمة الطاقة الشمسية، ولكن تأخذ بعد الطموح الصناعي الحقيقي الذي يجلب الصناعة والجامعات والبحوث الوطنية في أعقابها” ويخلص إلى أن “سوناطراك لديها الوسائل لتكون قاطرة انتقال الطاقة في بلادنا”.