أكد وزير الفلاحة و التنمية الريفية شريف عماري يوم الخميس بالعاصمة أنه سيتم توسيع مهام اللجنة الوطنية لحماية الغابات و اعادة النظر في إطارها القانوني بهدف رسم المعالم الرئيسية لسياسة وقائية وعملياتية لحماية الثروة الغابية من مختلف المخاطر و على رأسها الحرائق.
و قال السيد عماري في كلمة له خلال لقاء تنسيقي, حضره عدد من اعضاء الحكومة, بمناسبة انعقاد اللجنة الوطنية لحماية الغابات أن هذه التدابير التي تستهدف توسيع المهام المنوطة باللجنة الوطنية لحماية الغابات من شأنها تعزيز وسائل الحماية و الوقاية.
و يأتي على رأس هذه التدابير, يضيف الوزير, إعادة النظر في الإطار القانوني لدور اللجنة الوطنية لحماية الغابات وإعطائها كل الصلاحيات وتوفير لها الإمكانيات من أجل ممارسة نشاطاتها و توسيعها للقطاعات الأخرى.
و ابرز الوزير انه من ضمن هذه التدابير أيضا “تفعيل البحث العلمي و التكوين من خلال المدرسة العليا للغابات بولاية خنشلة وتثمين الإبداع لدى المؤسسات الناشئة و الرقمنة و التقنيات الفضائية و الإتصال و الهندسة الغابية و كذا تهيئة الفضاءات و التحكم في الأصناف الحيوية و استغلال التنوع البيولوجي في مواجهة التغيرات المناخية و الاحتباس الحراري و التصحر.
و أضاف قوله ان “إدماج الساكنة خاصة الشباب في برامج التنمية الغابية و الريفية من شأنه بعث و تعزيز النشاطات المكملة ذات الطابع الإقتصادي و الإجتماعي مثل استغلال الموارد الغابية من خشب و فلين و النباتات العطرية و الطبية بمشاركة المجالس المهنية للشعب الغابية و هو ما يصبو اليه القطاع من خلال هذه الاجراءات الجديدة .
كما أشار الوزير ايضا الى “تدعيم التنسيق القائم بين مختلف المتدخلين ميدانيا، خاصة بين إدارتي الحماية المدنية والغابات و توسيع التنسيق عبر تعبئة كل الطاقات وتجند جميع المسؤولين المحليين من إداريين ومنتخبين ومسؤولي الأسلاك الأمنية وكذا المواطنين خاصة أولئك الذين يقطنون بجوار الغابات .
و أبرز ان تعزيز التعاون مع الوكالة الفضائية الجزائرية لاستغلال ومعالجة الصور الملتقطة عبر القمر الإصطناعي يتيح التقييم الأحسن لحرائق الغابات و كذا استغلال المستدام للإمكانيات الغابية والاستثمار فيها والتحويل الجيد للخشب والفلين والأشجار المثمرة، والنباتات العطرية والطبية، مؤكدا أن نشاء الغابات الترفيهية والترخيص بالاستغلال عن طريق الاستصلاح كل ذلك من شأنه الحفاظ على هذه الفضاءات من طرف مستغليها.
كما اكد على ضرورة تفعيل، بشكل أوسع، كل وسائل الإعلام لاسيما الإذاعات المحلية و المجتمع المدني من أجل تحسيس أوسع للمواطنين على أهمية الحفاظ على الثروة الغابية مع ضرورة تشجيع أكثر للفلاحين والمستغلين للثروة الغابية على تأمين.
و نوه في سياق متصل بالمكانة المميزة التي يحظى بها قطاع الغابات في مخطط عمل الحكومة خاصة بعد استحداث وزارة مكلفة بالفلاحة الصحراوية و الجبلية، من أجل التنمية الفلاحية و الريفية والدور الفعال والحيوي لهذا النسيج الطبيعي في المحافظة على التوازن الإيكولوجي من خلال تطهير الموارد المائية والهواء ، فضلا عن المنافع الأخرى المرتبطة بمكافحة ظاهرة التصحر و مجابهة التغيرات المناخية في إطار التزامات أهداف التنمية المستدامة (2030 ).
== تعزيز النظم الإيكولوجية والبيئية لضمان حماية أكبر للفضاءات الغابية ==
و ذكر ان الحكومة تولي أهمية بالغة للتنمية والمحافظة على الثروة الغابية التي تغطي مساحة تفوق 4,1 مليون هكتار حيث سخرت له الدولة العديد من البرامج و كل الإمكانيات البشرية والمادية الهادفة إلى حماية الغابات من كل الأخطار والمحافظة على الموارد الطبيعية عن طريق تقوية النظم الإيكولوجية والبيئية.
كما ذكر في ذات الاطار بالمخطط الوطني للتشجير الذي تم الشروع فيه تحت شعار “شجرة لكل مواطن” حيث مست عملية التشجير مساحة إجمالية تقدر بـ 11 الف هكتار تم برمجتها خلال السنة الحالية مضيفا أن عمليات التشجير ستستمر خلال السنوات القادمة و ذلك لتدارك المساحات التي تعرضت للحرائق و توسيع الرقعة الغابية .
و أضاف ان السلطات العمومية مكنت قطاع الغابات من اقتناء وسائل حديثة للوقاية والتدخل، حيث تحصلت إدارة الغابات هذه السنة،رغم الضائقة المالية، على 80 شاحنة مزودة بصهاريج مخصصة للتدخل السريع لمكافحة حرائق الغابات مما يسمح بتدعيم الأرتال المتحركة ليبلغ عددها الإجمالي 20 رتل متنقل.
بدورها قالت وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة نصيرة بن حراث أن قطاعها يشارك في هذا اللقاء نظرا للدور الكبير الذي تلعبه الغابات في المحافظة على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي، ومن أجل تم إنجاز استراتيجية ومخطط وطنيين للمحافظة على النظم البيئية والغابات.
و أضافت أنه تم تسخير المعهد الوطني للتكوينات البيئية من أجل القيام بحملات تحسيسية وتوعوية للحفاظ على الغابات والأوساط الطبيعية لما لها من دور في تحسين الإطار المعيشي للمواطن، وتوفير أسباب الراحة التي يحتاجها .
و في كلمة له اكد وزير الموارد المائية أرزقي براقي أن قطاعه يعمل بالتنسيق مع القطاع الفلاحي من أجل إنجاح برنامجه الطموح لتوسيع الغطاء النباتي من خلال زيادة المساحات المسقية و المشاركة الفعالة في عمليات التشجير الذي أصبح امرا ضروريا لضمان الامن الغذائي.
و ذكر ان الوكالة الوطنية للسدود و التحويلات شاركت في إعداد المخطط الوطني للتشجير الذي حدد هدف تشجير مساحة تفوق 2ر1 مليون هكتار .
من جانبه نوه وزير التعليم العالي والبحث العلمي شمس الدين شيتور بالدور الكبير و المهم التي تلعبه الجامعة الجزائرية في تكوين مهندسين و إطارات و تقنين مختصين في “المهن الغابية” .
و أكد الوزير المنتدب المكلف بالزراعة الصحراوية و الجبلية، فؤاد شحات من جهته على ضرورة تكثيف جهود جميع القطاعات لمجابهة خطر حرائق الغابات مبرزا ضرورة توسيع مساحة الثروة الغابية و تطوير مختلف انواع النباتات لمجابهة الاحتباس الحراري.
و قد تم في ذات اليوم تكريم و ترقية عدد من اعوان محافظة الغابات بولاية جيجل ( منطقة الميلية) الذين تعرضوا مؤخرا لاعتداء و ذلك من أجل المجهو دات التي يبذلونها للمحافظة على ثروة الغابية.
و.أ.ج