أحصت مديرية البيئة لولاية الجزائر في 2019، جمع أكثر من 1.13 مليون طن من النفايات ببلديات الولاية الـ57، وتحويلها إلى مركز الردم التقني ”حميسي” غرب العاصمة، أي ما يقارب 3 آلاف طن يوميا، في حين يطرح المواطن العاصمي يوميا معدل 0.86 كلغ من النفايات للفرد الواحد، فيما تعتزم المديرية مضاعفة عمليات المراقبة والتفتيش خلال هذه السنة، لمواجهة أي خطر يهدد الإنسان بالدرجة الأولى والمحيط، رغم محدودية الوسائل البشرية، التي تغطي كامل بلديات العاصمة الـ57.
حسب المعلومات المستقاة من مديرية البيئة، فإن مفتشيتها قامت العام الماضي، بـ 30 خرجة ميدانية من أجل معالجة ملفات ذات صلة، وهي الخرجات التي تقرر مضاعفتها خلال هذه 2020، كما قامت المديرية بتسجيل 144نقطة سوداء بالعاصمة، تهدد البيئة، تم القضاء عليها وتتعلق بتراكم النفايات والردوم، التي يتسبب فيها المواطن بشكل مباشر، في غياب تطبيق صارم للقوانين وتغريم الملوثين.
لجان حماية البيئة تمس عدة قطاعات
من بين المهام المنوطة بمديرية البيئة، أنها عضو أساسي في اللجنة الولائية لحماية البيئة التي تعمل ضمنها 4 لجان فرعية هي: لجنة حماية الصحة العمومية، التي تعالج بالخصوص النفايات الاستشفائية التي تشكل خطرا كبيرا على الصحة العمومية، ويفرض القانون جمعها والتخلص منها وفق طرق مدروسة، في المحرقات الخاصة، وكذا لجنة التعمير التجاري التي تعنى بمراقبة المتاجر وما تفرزه من نفايات، فضلا عن لجنة تزيين محطات الوقود التي تكون مديرية الطاقة عنصرا أساسيا أيضا فيها، وتتمثل صلاحياتها في إبداء الموافقة أو عدمها لإنشاء محطات بيع الوقود، إلى جانب لجنة مراقبة الوحدات الصناعية التي تطرح نفايات سائلة تعد جد هامة، لاسيما أن نفاياتها سامة، وتؤثر مباشرة على المحيط، وحتى المياه الجوفية.
تكفل بـ 1000 انشغال العام الماضي
تسهر مديرية البيئة بالعاصمة على تسوية كل الملفات ذات الصلة، لاسيما تلك الشكاوى التي تصل الهيئة، سواء عن طريق المواطن أو أية إدارة أو جمعية، أو عن طريق مصالح الولاية والوزارة الوصية، وقد أحصت المديرية 53 شكوى خلال 2019، فيما استقبلت 1002بين مواطنين وهيئات وجمعيات.
بالنسبة للبيئة الحضرية، تنسق مديرية البيئة بصفة مباشرة مع مؤسسات جمع ونقل النفايات، بما فيها مخلفات البناء وغيرها، ممثلة في كل من ”ناتكوم”، ”إكسترانات” و«أسروت” ومركز حميسي للردم التقني، وهي مؤسسات ولائية ذات طابع صناعي وتجاري، تقوم بتقديم إحصاءاتها الأسبوعية والشهرية لمصالح البيئية، ويتم إرسالها إلى مصالح ولاية الجزائر والوزارة الوصية.
مهام متعددة وتنسيق مع مختلف الهيئات
حسب المعلومات المستقاة من مديرية البيئة، فإن هذه الهيئة كانت في السابق عبارة عن مفتشيات، طبقا للمادة 02 من المرسوم التنفيذي رقم 96 -60، المؤرخ في 27 جانفي سنة 1996، المتضمن إحداث مفتشية البيئة في الولاية المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم 03/494، المؤرخ في 17جانفي 2003، لتصبح مديريات للبيئة بعد استحداث وزارة لهذا القطاع، فهي الجهاز الرئيسي التابع للدولة في مجال مراقبة تطبيق القوانين والتنظيمات المتعلقة بحماية البيئة أو التي تتصل بها.
حسب القوانين المنظمة لهذا القطاع، فإن مديرية البيئة مكلفة ـ عن طريق الاتصال مع الأجهزة الأخرى في الدولة والولاية والبلدية– بإعداد وتنفيذ برنامج حماية البيئة في كامل تراب الولاية، وتسليم الرخص والتأشيرات المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما في ميدان البيئة، كما تقترح كل التدابير الرامية إلى تحسين الترتيبات التشريعية والتنظيمية، التي لها صلة بحماية البيئة، فضلا على أنها تتخذ عن طريق الاتصال مع الأجهزة الأخرى في الدولة، التدابير الرامية إلى الوقاية من كل أشكال تدهور البيئة ومكافحته، لاسيما التلوث والأضرار والتصحر وانجراف التربة، والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنميته وصيانته الثروات الصيدية، وترقية المساحات الخضراء ونشاط البستنة، وترقية التربية والتوعية في مجال البيئة .
كما تعمل مديرية البيئة مع عدة هيئات أخرى أنشئت لتدعيم برامجها، منها الوكالة الوطنية للنفايات، المعهد الوطني لتكنولوجيات إنتاج أكثر نقاء، المركز الوطني لتنمية الموارد البيولوجية، المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدام، المركز الوطني للتكوين في البيئة، الوكالة الوطنية لتهيئة وجاذبية الأقاليم، المكتب الوطني لحماية الساحل، الوكالة الوطنية لتغير المناخ، كلها تصب في خانة الحفاظ على البيئة.
التحسيس دائم والمواطن عنصر مهم في الحفاظ على البيئة
كما تقوم مديرية بمهام تحسيسية، سواء تعلق الأمر بالأبواب المفتوحة، أو من خلال الخرجات الميدانية لمراقبة أية منشأة مصنفة، أو الاطلاع على وضعيات المحيط في مختلف بلديات العاصمة، وحسب إدارة المديرية، فإن عملية التوعية متواصلة، وغير مرتبطة بالمناسبات، وأن أبواب مصالح البيئة مفتوحة لاستقبال أي انشغال. في حين تعول مصالح البيئة، كغيرها من القطاعات الأخرى، على ضرورة إسهام المواطن، في الحفاظ على البيئة وبقائها نظيفة وصحية، حيث يعد عنصرا هام، تتجلى إسهاماته من خلال التبليغ عن المخالفات التي تمس بالمحيط، والتقيد بمواعيد إخراج النفايات ووضعها في أماكنها المخصصة.
المساء