تنظم المديرية الوطنية لمشروع ”المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية، والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية في الحظائر الثقافية بالجزائر”، اليوم الإثنين بالمكتبة الوطنية، يوما تكوينيا وتحسيسيا حول تراث شبكة الحظائر الثقافية الجزائرية، لفائدة صحفيي العاصمة؛ من أجل دعم السياسات والبرامج الرامية إلى الحفاظ على هذا التراث وتثمينه والترويج له.
يُعد مهنيو الإعلام حلقة قوية لتوعية وتنوير الرأي العام بشأن التحديات المتعلقة بحماية وتثمين تراث الأقاليم المصنفة كحظائر ثقافية، ومن ثمة فمن واجب وسائل الإعلام تعزيز التراث وإدماجه كأحد أولوياتها، والتوجه نحو معالجة إعلامية للمواضيع المتعلقة بهذا الموضوع متعدد الأبعاد، والمحتمل عرضه ومناقشته من عدة زوايا. كما يهدف اللقاء إلى إعطاء التراث المكانة التي يستحقها في وسائل الإعلام؛ باعتباره العنصر البارز في الهوية الثقافية للجزائر، وترجمة قيمه للأجيال الحالية؛ بإرساء قاعدة مستدامة لانتقاله إلى الأجيال القادمة؛ من خلال رفع مختلف تحديات الرقمنة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة.
واقتناعا منها بالدور المهم لوسائل الإعلام في التعريف وتثمين تراث شبكة الحظائر الثقافية، تعمل المديرية الوطنية لمشروع الحظائر الثقافية الجزائرية، على إدماج وسائل الإعلام الوطنية في مختلف نشاطاتها؛ باعتمادها على شبكة من الصحفيين. وفي هذا السياق، أطلق المشروع عدة عمليات لفائدة الصحفيين بهدف تنمية قدراتهم في مجال التراث البيئي الثقافي؛ حتى يساهموا في التعريف به والترويج له كإرث جماعي مشترك.
كما يكتسي محور ”ترجمة وتعزيز التراث البيئي الثقافي لشبكة الحظائر الثقافية”، أهمية بارزة في استراتيجية تدخل المشروع. ومن هذا المنطلق تم وضع خطة اتصال فعالة اعتمادا على العديد من المقاربات التي تعزز إبراز شبكة الحظائر الثقافية وتنوع التراث، مع تشجيع مختلف الفاعلين والشركاء لإدماج التكفل بالتنوع البيولوجي والتراث الثقافي، ضمن خطط عملهم. للإشارة، يُعتبر ”المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية في الحظائر الثقافية بالجزائر”، مشروعا وطنيا، يسجل في إطار الشراكة الدولية بين الحكومة الجزائرية ممثلة في وزارة الثقافة وصندوق البيئة العالمي الممثل ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر. ويسعى إلى وضع الآليات المناسبة والفعالة، التي تسمح بدعم وتعزيز نظام تسيير شبكة الحظائر الثقافية لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، والمتمثلة في ”المحافـظة على التنوع البيولوجي”، و«تثمين التراث الثقافي”، و«التنمية الاجتماعية والاقتصادية للساكنة المحلية بهذه الأقاليم في إطار مقاربة للتنمية المستدامة”.
التراث البيئي الثقافي في متناول الإعلام
يهدف اليوم التكويني والتحسيسي إلى إبراز شبكة الحظائر الثقافية وتراثها البيئي لدى مهنيّي الإعلام، وتشجيعهم على إيلاء اهتمام خاص بالتراث البيئي الثقافي لشبكة الحظائر الثقافية؛ من خلال تخصيص مساحة مهمة في أقسامها وشبكاتها البرامجية، وتعزيز دور وسائل الإعلام في زيادة الوعي بحفظ وتثمين التراث البيئي الثقافي لشبكة الحظائر الثقافية، ووضع إطار شراكة بين وسائل الإعلام ووزارة الثقافة لإنتاج وبث الريبورتاجات والأفلام الوثائقية حول تراث شبكة الحظائر الثقافية، وتشجيع تخصص الصحفيين في مجال التراث.
ومن بين الخبراء والأساتذة المشاركين المدير الوطني للمشروع صالح أمقران، ومدير الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأطلس الصحراوي كمال ستيتي، ورشيدة زادم مختصة في القانون المتعلق بحماية التراث.
ويعرف اللقاء تنظيم دورتين؛ الأولى خاصة بالتراث البيئي الثقافي لشبكة الحظائر الثقافية، والثانية عن دور الإعلام والاتصال في التعريف والترويج بالتراث البيئي والثقافي لشبكة الحظائر الثقافية.
للتذكير، سبق تنظيم دورات تكوينية حول ”التنوع البيولوجي والتراث الثقافي”، لفائدة الصحفيين المراسلين على مستوى الحظائر الثقافية للأهقار والتاسيلي والأطلس الصحراوي وتوات.
المساء